انها سنة الأرنب.
اثنا عشر شهرا من المودة والاطمئنان. هكذا تنهي لنا الصين العظيمة حلول حقبة ولا كل الحقب. لعل البشرية تخرج من تبعات الموجات المتتالية من الحجر الصحي.
تلك سنة الشرق القادمة ركضا من الإمبراطورية الاسيوية التي اكتشف العالم انه في غير غنى عنها. بكين وما أدراك ما بكين!
شعب لا ينام الا ليصحو على ما يتطلبه طريق الحرير. دولة لا تغفو الا بعد ان تضمن صيانة مصالحها القومية- اقتصاد عالمي بكل ما للمعنى من كلمة- لا يرتد الا ليقفز متحديا درجات النمو المتعالية.
لهم ان يحتفلوا بالأرنب وسنته.
فما الذي يبق لنا نحن هنا والان؟
قوم لا قومة لهم الا تلك التي يندر بها عالم السلاحف.
كيف لنا ان نركض كالأرنب وسباق مسافاتنا موغل في التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية … كيف لأرانبنا الركض والتباهي الا في الملاعب؟
وقطرنا لا يقوى على التململ الا لماما من قوة تكلسه الذي نعيد استنساخه سنة بعد سنة.
مد الارنب بعيد كل البعد عنا.
فلا ديمقراطيتنا شبيهة بالديمقراطيات الحقة ولا اقتصادنا التابع قادر على كسر الحواجز المنتجة للتهميش الممنهج.
رهيب عالم انساننا كما يستدل على ذلك من خلال كل المعطيات المتعلقة بسلاليم التنمية البشرية. ومع ذلك نركض ركض السلحفاة سعيا وراء تعميم التعليم والتغطية الصحية ودمج الغالبية في الدورة الاقتصادية…
هذا ما يدعيه أصحاب القرار بكل إصرار.
فهل للغالبية العظمى منا وهي في قرارة النكوص ان تتملى بغد أفضل تزهر فيه أرض قاحلة قابعة فوق مئات الملايين من أطنان الفوسفاط؟
الجواب عند كبار قومنا. أفليس لخطابهم الذي يغدي الشيء ونقيضه بلسم لهذه الغالبية المقهورة على امرها؟
اخي ورفيقي لا تستغرب. اننا في المغرب.
أبو جهاد
ملحوظة: اجتمع البرلمان في مطلع الأسبوع بغرفتيه ليسقي الشعب بوابل من الاستنكارات إثر تنديد البرلمان الأوربي بغياب الحريات وعلى راسها حرية الصحافة. وكان للبرلمانيين والمستشارين كامل الحرية للتنديد بالبرلمان الأوروبي. عاصفة من الغضب اجتاحت الاثير لتؤثر في الراي العام الوطني. سيل من الرذاذ لا يغني ولا يسمن من جوع. انها بلاغة « زيد دردك عاود دردك ». البلاد في احوج حاجة الى مناخ سياسي لا يمت بصلة الى ما نحن عليه. تجاوز الانسداد الحالي يستمد قوته من انفراج شامل. هذا هو الكلام المباح!